صدر الأمر النبوي لجميع المسلمين القادرين على الهجرة أن يهاجروا، لكن لم يبدأ r في الهجرة إلا بعد أن هاجر الجميع إلى المدينة. لم يكن من همِّه r أن ينجو بنفسه، وأن يُؤَمِّنَ حاله فقط، بل كان كل همّه r أن يطمئن على حال المسلمين المهاجرين، يتصرف كالرُّبَّان الذي لا يخرج من سفينته إلا بعد اطمئنانه على حال كل الركاب، فالقيادة مسئولية وتضحية وأمانة.
ومن الملامح الملحوظة في هجرة المسلمين من مكة للمدينة: الاهتمام بقضية النية، والقصد من الهجرة"إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى". الهجرة الكاملة لكل المسلمين لم تكن إلا بعد إغلاق أبواب الدعوة تمامًا في مكة، ورأينا أن أبواب الدعوة قد أغلقت منذ ثلاث سنوات، أي بعد موت أبي طالب والسيدة خديجة رضي الله عنها، فالهجرة كانت للجميع على خلاف الهجرة إلى الحبشة، والتي كانت لبعض الأفراد دون الآخرين؛ والسبب أن طبيعة المكان وظروفه تختلف من الحبشة إلى المدينة، وقد وجدنا في هذه الهجرة شجاعة عُمر حينما أعلنها عالية مدوية أنه مهاجر إلى ربه مع عشرين من ضعفاء المسلمين للمدينة، ووجدنا صهيب بن سنان الرومي يتنازل عن كل ماله؛ ليهاجر إلى الله، ابتغاء مرضاته. لم يقف القرشيون مكتوفي الأيدي إزاء ما يحدث لهم من هجرة أبنائها للمدينة، فاجتمع كبار رجال قريش في دار الندوة ليبتّوا في الأمر، ويخرجوا في نهايته بقرار حاسم اقترحه أبو جهل، وهو قتل النبي r بأيدي شباب القبائل القرشية؛ ليتفرق دمه بينهم، ولتقبل بنو هاشم في نهاية أمرهم بالدية؛ لأنها لن تستطيع محاربة كل قبائل قريش.
أوحى الله U لنبيه بما توصلت إليه قريش، فأسرع النبي r الخُطا بالتجهيز للهجرة، وبصحبته لأبي بكر الذي كان على استعداد نفسيّ وماديّ لنصرة الحق، ولمصاحبة النبي r. وقد وضع النبي r وأبو بكر خطة محكمة للهجرة ولتمويه القرشيين، فعلمت قريش بذلك، فأعلنت حالة الطوارئ القصوى بالبحث عن أبي بكر، وإغلاق مكة لعل محمدًا وصحبه يكونون فيها. ومع كل هذه الجهود المبذولة من النبي r في وضع الخطة المحكمة والسير على بنودها، فإن حكمة الله شاءت أن يصل القرشيون إلى غار ثور، وشاءت معيّته I أن يحفظ نبيّه؛ ليعلمنا الله U أننا إذا استنفدنا كل طاقتنا في نصرة الدين، فإن الله سيكون معنا وسيحفظنا، وسيعيننا على إنجاح المهمة، وعلى النهوض بالأمة الإسلامية بعد ثباتها. يمكن القول: إن الفترة المكية كانت تثبيتًا للعقيدة، وتربية الصحابة على الصعاب، والهجرة إلى المدينة ما كانت إلا آخر الحلول التي لجأت إليها الدعوة المباركة.
ومن الملامح الملحوظة في هجرة المسلمين من مكة للمدينة: الاهتمام بقضية النية، والقصد من الهجرة"إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى". الهجرة الكاملة لكل المسلمين لم تكن إلا بعد إغلاق أبواب الدعوة تمامًا في مكة، ورأينا أن أبواب الدعوة قد أغلقت منذ ثلاث سنوات، أي بعد موت أبي طالب والسيدة خديجة رضي الله عنها، فالهجرة كانت للجميع على خلاف الهجرة إلى الحبشة، والتي كانت لبعض الأفراد دون الآخرين؛ والسبب أن طبيعة المكان وظروفه تختلف من الحبشة إلى المدينة، وقد وجدنا في هذه الهجرة شجاعة عُمر حينما أعلنها عالية مدوية أنه مهاجر إلى ربه مع عشرين من ضعفاء المسلمين للمدينة، ووجدنا صهيب بن سنان الرومي يتنازل عن كل ماله؛ ليهاجر إلى الله، ابتغاء مرضاته. لم يقف القرشيون مكتوفي الأيدي إزاء ما يحدث لهم من هجرة أبنائها للمدينة، فاجتمع كبار رجال قريش في دار الندوة ليبتّوا في الأمر، ويخرجوا في نهايته بقرار حاسم اقترحه أبو جهل، وهو قتل النبي r بأيدي شباب القبائل القرشية؛ ليتفرق دمه بينهم، ولتقبل بنو هاشم في نهاية أمرهم بالدية؛ لأنها لن تستطيع محاربة كل قبائل قريش.
أوحى الله U لنبيه بما توصلت إليه قريش، فأسرع النبي r الخُطا بالتجهيز للهجرة، وبصحبته لأبي بكر الذي كان على استعداد نفسيّ وماديّ لنصرة الحق، ولمصاحبة النبي r. وقد وضع النبي r وأبو بكر خطة محكمة للهجرة ولتمويه القرشيين، فعلمت قريش بذلك، فأعلنت حالة الطوارئ القصوى بالبحث عن أبي بكر، وإغلاق مكة لعل محمدًا وصحبه يكونون فيها. ومع كل هذه الجهود المبذولة من النبي r في وضع الخطة المحكمة والسير على بنودها، فإن حكمة الله شاءت أن يصل القرشيون إلى غار ثور، وشاءت معيّته I أن يحفظ نبيّه؛ ليعلمنا الله U أننا إذا استنفدنا كل طاقتنا في نصرة الدين، فإن الله سيكون معنا وسيحفظنا، وسيعيننا على إنجاح المهمة، وعلى النهوض بالأمة الإسلامية بعد ثباتها. يمكن القول: إن الفترة المكية كانت تثبيتًا للعقيدة، وتربية الصحابة على الصعاب، والهجرة إلى المدينة ما كانت إلا آخر الحلول التي لجأت إليها الدعوة المباركة.